منتدى الإسلامي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أحلا منتدى يتألف جميع مواصفات الإسلام ومواضيع وصور


    مقدمة عن كتاب همسه في إذن شاب

    Admin_mohammad
    Admin_mohammad
    Admin


    عدد المساهمات : 84
    تاريخ التسجيل : 22/07/2010
    العمر : 39
    الموقع : https://gamal-eslam.yoo7.com

    مقدمة عن كتاب همسه في إذن شاب Empty مقدمة عن كتاب همسه في إذن شاب

    مُساهمة  Admin_mohammad الخميس سبتمبر 16, 2010 7:55 am

    بسم الله الرحمان الرحيم
    مقدمة
    أرجو أن تنال هذه الفكرة إعجابكم أنا سوف أنقل كتاب من إحدى الكتب القيمة وعنونه همسة في إذن شابٍ أرجو المطالعة الكتاب وتعليق عليه تأليف د.حسان شمسي باشا نبدء مقدمة كاتب .
    لاتكاد تمضي فترة قصيرة حتى يختفي ذالك الطفل الهادئ المستكين المطيع لآبائه وأساتذته ... ليأخذ مكانة الشاب الطويل القامة المتوقد الذكاء الملتهب العاطفة, الثائر على كل سلطة كان يخضع لها من قبل حتى سلطة الوالدين والمدرسة.
    ثم تتحرك الغريزة الجنسية لتبسيط سلطانها على كثير من أفكاره وعواطفه, كما تتحرك عنده (غريزة التدين)- كما يقول علماء النفس -, والتي تظهر في زمن البلوغ , وتحدث أكثر ما تحدث بين العاشرة و الخامسة والعشرين من عمر الإنسان.
    يقول عالم النفس (ستاربك):
    ((إذا لم يحدث التحول الديني قبل العشرين فقلما يحدث بعد ذلك )).
    وأما ( ستانلي هول ) فيدرس أكثر من أربعة آلف حالة , ويقرر أن التحول الديني حدث أكثر ما حدث في سن السادسة عشرة .
    فهذه إذن هي المرحلة الحرجة في سن الشباب , وهي المرحلة التي يستيقظ فيها الشعور الديني الحي.
    ولكن الأمر لا ينتهي هنا فلشباب معرض في هذه المرحلة أيضاً إلى (الشك الديني) في مرحلت الشباب من المعالم العامة المميزة لتلك الحقبة....
    (صفحة 7)
    ماذا يفعل الشاب الذي انصرف عنه المسؤولون بحكم صلة الدم وصلة التربية , وصلة الروح؟.
    إذا نصرف عنة الآباء والأمهات , بتزويده بالعلوم والفنون في كتب ومحضرات ....
    وإذا انصرف عنة رجال الدين مكتفين بتزويده بلعلوم والفنون في كتب ومحضرات....
    وإذا نصرف عنه رجال الدين مكتفين بإلقاء الخطب والمواعظة لمن يحضرون إليهم مرة كل أسبوع ....
    ماذا يفعل هؤلاء الشباب وقد وجدوا أمامهم سبلاً من المغريات والملهيات فيما يشاهَد في التفاز والإنترنت , والسينما والمسارح وما يقرأ في الصحف والمجلات ؟!
    أليست النتيجة الطبيعية أنه يلتمس أيسر السبل للاستجابة لهذا الذي يطارده في كل مكان ؟!.
    وأسوأ من هذا وأدعى إلى انغماس الشباب في هذه الهيات والمغريات , أنه يجد ألئك الذين تخلوا عن قيادته وريادته , وقد سبقوه إلى هذه الملهيات فاتخذوها دستوراً لحياتهم !.
    فالشباب كالمسافر غلى أرض جديدة فيها كثير من المسالك الملتوية والمنعطفات , ولابد لمثل هذا المسافر من خط سير أو دليل يهديه السبيل.
    وأنجح وسيلة لتزويد الشباب بهذا الدليل أو الخريطة هي تكوين الشخص السوية التي تستطيع أن تقيم على نفسها رقابة داخلية لأعمالها وتصرفاتها , وذلك من خلال بناء قاعدة إيمانية راسخة ترتكز على اسس سليمة .. ومناقشة موضوعية هادئة .
    (صفحة Cool
    فسلامة الشباب الإسلمي في العهد الأول للإسلام كان مردها لنشأته في صالحة بين أبوين مسلمين عاملين , هما قدوته ومثله الأعلى , في إيمان وأطمئنان, لأن الأيمان هو أقوى الضمانات لسلامة السلوك البشري .
    فالإيمان مشتق من والأمان , لأنه يملأ القلب طمأنية , ويبعث في النفس الثقة , ويحيط المؤمن بسياج منيع يحول بينه وبين الشك المؤرق , الشك الذي يدل اشتقاق لفظه على معناه من الوخز والإيلام والتردد في الرأي , ويحول دون وقوع الشاب في براثن المعاصي والآثام .
    والقرآن الكريم يقدم لنا في عديد من آياتة صوراً رائعة للمؤمن , ولمن لا إيمان له ولاعقيدة عنده .
    ويضرب الله لذلك مثلاً بقوله:
    ((أَوَ مَن كَانَ مَيُتًا فَأَحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظمات ليس بخارج منها)) (1).
    وقوله تعالى : (( ومن يشرك بالله فكأنما خز من السماء فتخطفة الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيقٍ)) (2) ..
    وهذا مايؤكد ضرورة تثبيت (العقيدة) الإيمانية في صدر الشباب ليعرف طريقة ويضبط سولكه.
    وفي مقدمة أسباب هذا الشك ما يعمله عدد من المربين الدينيين , حينما يقدمون (الدين ) لتلاميذهم في عهد الطفولة , فيصورنه تصويراً ساذجاً لايستطيع أن يجاري مراحل النمو العقلي التالية .
    (1) الأنعام 122.
    (2) الحج : 31 .
    (صفحة 9)

    وهناك جماعات أو طوائف تمارس تضليل الشباب , ولا تكتفي بأقل من هدم الدين هدفاً لهم.
    وثمة فريق آخر يتهم بنوع آخر من الآغلال , وهو الفريق الذي يريد أن يثبت في نفوس الشباب و الناس عامةً عادةَ عدم الاكتراث بلدين , والسير في الحياة طبقاً لما تمليه الأهواء وتدفع إليه الشهوات .
    وقد أوصى رسول الإنسانية صلوات ربي وسلامه عليه بالشباب فقال :
    ((أوصيكم بالشباب خيراً , فإنهم أرق أفئدةً .. لقد بعثني الله بالحنيفية السمحة.. فحالفني الشاباب , وخالفني الشيوخ)) (1).
    والشباب هم عماد الحاضر وأمل المستقبل .
    تذكر يا أخي – كما يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله - : ((أن دعاة الشر لا يتعبون ولا يبذلون جهداً , ولكن التعب وبذل الجهد على دعاة الخير!!.
    فداعي الشر عنده كل ما تميل إليه النفس من العورات المكشوفة , والهوى المحرم . أما داعي الخير فما عنده إلا المنع !!.
    ترى البنت المكشوفة فتميل إلى اجتلاء محاسنها , فيقول لك : غض بصرك عنها , ولاتنظر إليها ..
    ويجد التاجر الربح السهل من الربا , يناله بلاكد ولاتعب , فيقول له : دعه وأنصرف عنه , ولا تمديدك إليه..
    ويبصر الوظف رفيقه يأخذ من الرشوة في دقيقة واحدة ما يعادل مرتبه عن ستة أشهر , فيقول له : لا تأخذها , ولاتستمتع بها .
    (1) رواه البخاري.
    (صفحة 10 )

    يقول لهم داعي الخير : اتركوا هذه اللذات الآتية المغيبة .
    إن من عجائب حكمة الله أن جعل مع الفضيلة ثوابها : الصحة والنشاط وجعل مع الرذيلة عقابها : الانحطاط والمرض.هي
    ولرب رجل ما جاوز الثلاثين يبدو جار على نفسه من الرذيلة والموبقات كابن ستين, وابن ستين يبدو من العفاف كشب في الثلاثين )).
    . إذا أذنبت فتب إلى الله , وكلما عدت إلى ذلك الذنب جدد التوبة بشروطها , ولاتستهن بها وقم إلى الصلاة , وتذكر حديث رسول الله صلاة الله عليه وسلم : ((ما لذلك الذنب , إلا غفر له)) رواه أحمد.
    .عد إلى ربك يا أخي , رب العصاة , لا رب التائبين فقط , ولا تيئس , فحتى لو أتيت الله تعالى بملء الأرض خطايا لا تشرك به شيئاً لأتاك بملء الأرض مغفرة, فاستعن بالله والجأ إليه ليساعدك على تبيان الحق , ويرزق اتباعه.
    . تذكر أنك مهما بعدت عن الدين فليس لك في النهاية إلا الله ..
    انظر إلى المستشفيات كم فيها من شباب يتألم.. فلا تغتر بصحتك !.
    وانظر إلى القبور كم فيها من صفوة الشباب ممن مات في حوادث السيارات , أو من داهمتة المنية وهو غير مستعد لذلك اللقاء !!.
    . لا تتصور أنك إذا كنت تعبد الله , فلا بد أن تنجح في الامتحات بدون عمل ولا مذاكرة ! .
    (((صفحة11))) :

    ولا بد أن تتقاضى مرتباً عالياً ورزقاً وفيراً وأنت جالس في بيتك !!.
    ألست تعبد الله وحقٌ على أن يعطيك ؟!.
    إن كنت تظن هذا فأنت واهمٌ .. أو أنك فهمتَ خطأ أن هذه هي النتيجة الحتمية للطاعة!!.
    تذكر قول رسول الله صلاة الله عليه وسلم :

    ((إن الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب , ولا يعطي الدين إلا لمن أحب )) (1) .
    . لا تظنن يا أخي أن التقدم العلمي بدون إيمان ينفع , ولا تظنن أن المال من دون ورع ينفع .. بل هو وبال على صاحبه.. فكم من شباب شغلتهم الدنيا عن الآخرة .. وكم من أناس شغلهم الدينار عن المصحف..
    . إياك أن ترى لنفسك ميزة على الآخرين بتقواك أو عبادتك , فإن أكثر الناس خشية الله ليس من يزدري العصاة ويحتقر المذنبين , بل هو من يشفق على الخاطئين ويرشدهم إلى طريق الهداية والتوحيد . والرسول عليه الصلاة والسلام يقول : ((بحسب أمرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم )) (2) .
    . حذار أن تغتر بأعمالك الصالحة .. واحذر من المن على الله بما تقدم من خير ؛ فإن ذلك ماحقٌ لأعمالك..
    . أحسن معاملة الآخرين ؛ فالناس لا تنسى إساءة المسيء ولو غفرها الله لك وقابل إساءتهم بإحسان . وخص أهلك بخير ماعندك؛ فالرسول عليه الصلاة وسلام يقول (( خيرُكم خيرُكم لأهله)) (1).
    (1) رواه أحمد.
    (2) رواه مسلم.
    (صفحة 12 )

    . أنزع سهم النظرة العابثة من قلبك إذا نغرس فيه , فالرسول صلاة الله عيله وسلم
    يقول :
    ((النظرة سهم مسمومٌ من سهام إبليس , من تركها مخافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوته في قلبه )) (2).
    . حذار من المجلة الفاتنة , والصور الهابطة , ومناظر الفديو كليب الساقطة .. والأغاني الماجنة .. يقول أحد المنصرين : (( كأسٌ وغانيةٌ يفعلان بالأمة المحمدية مالايفعله ألف مدفع ..فأغرِقوها في حب المادة الشهوات)).
    . لا تضيع وقتك فيما لا فائدة منه , وليتذكر من يضيع وقته في جلسات (البلوت ) و (الكونكان) والأفلام والأغاني والجلسات الطويلة على الإنترنت في الدردشة العابثة (Chat) أنها ستكون حسرةً على صاحبها .
    والرسول صلاة الله عليه وسلم يقول : ((ماقعد قومٌ مقعداً لم يذكروا فيه الله عزَ وجل , ويصلوا على النبي صلاة الله عليه وسلم , إلا كان عليهم حسرة يوم القيام)) (3) .
    . إذا كنت شاباً تبحث عن عروس المستقبل ؛ فتذكر حديث رسول الله صلاة الله عليه وسلم :
    ((من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا ذلاً ..
    ومن تزوجها لحسبها لم يزده الله إلا دناءة..
    (1) رواه الترمذي , وقال : حسن صحيح.
    (2) رواه الطبراني .
    (3) رواه أحمد والترمذي , ورجاله رجال الصحيح.
    ((صفحة 13))

    ومن تزوج من امرأة لم يرد بها إلا أن يغضَ بصره , ويحصن فرجه , أو يصل رحمه , بارك الله له فيها وبارك لها فيه )) (1).
    . حذار أن يضحك عليك الشيطان ويحول عملك إلى رياء وسمعة , لأن ذلك يجعل عملك للدنيا .
    ألم تعلم أن رجلاً قد تصدق ودخل النار؟! ورجلاً جاهد فقتل.. ودخل النار؟!
    الأول : تصدق ليقال : إنه قد تصدق , وقد قيل!!.
    و الثاني : جاهد ليقال : إنه شجاع , وقد قيل!!.
    .لا تعبث بحرمات الآخرين ولا بأوقاتهم .. فبعض الشباب يعبث بأرقام الهاتف أو الجوال , يقتل وقته الضائع في العبث بأعراض الناس , بل ربما يتلذذ بسماع شتائم الآخرين تنهال عليه من الطرف الثاني من الهاتف .
    . ومن الشباب من يقضي وقته في العبث بالسيارات , في التفحيط والمراوغات.. يظن أنه ينال إعجاب المعجبين أو تصفيق المشاهدين !!.
    . لا تقضِ الساعات الطوال على الإنترنت في الدرشة غير المفيدة (Chat) أو في الألعاب الإلكترونية .
    حاول أن تستفيد من الإنترنت في الحصول على معلومة جيدة , أو فكرة سديدة, أو عبيرة مفيدة , تنصح أخاً أو توصي زميلاً , تقرأ بحثاً أو تضيف شيئاً تطور برنامجاً أو تثري علماً ؛ فإن كنت كذلك فأنت ممن يستحق من الله جزاءً وخيراً كثيراً بإذن الله .
    (1) رواه الطبراني.
    ((الصفحة 14))

    صاحب الأخيارَ.. وابتعد عن مجالس الأشرار.. ولا تنسَ مصاحب رسول الله صلاة الله عليه وسلم في قلبك .. لتكون مع محمد عليه الصلاة والسلام في حياتك وآخرتك.
    احذر – أخي الشاب – من الإفراط والتفريط .. فأحبُ الأعمال إلى الله تعالى ما كانت موافقةً لشرعة .. وأحبُ الأعمال إليه تعالى أدومها وإن قل .
    . لا تنسى أمك .. هل قبلتَ يدها اليوم؟ هل أسندتَ رأسك على صدرها؟ أسمعتها كلمة حب وحنان؟!.
    جرب هذا .. وتذوق طعم السعادة التي تملأ قلبك.
    جرب هذا .. وتذوق حلاوة رضا الله .. والرسول عليه الصلاة والسلام يقول ((رضا الله تبارك وتعالى في رضا الوالدين )) (1).
    عندما يلتزم بعض الشباب بالإسلام , فأول ما يفعل هو تنفير والدته ووالده من نفسه , فيجعلهم يقولون : ((لقد كان يوماً منحوساً يوم تدين هذا الولد )).. فإن كان الأمر كذلك فإن الخلل فيك ... والتقصير من عندك.. لأن الله تعالى يقول :
    (( وإن جهداك على أن تشرك بي ماليس لك به علمٌ فلا تطعهما وصاحبها في الدنيا معروفا ) (2) .
    . عليك أن تثبت للجميع أن استقامتك على شرع الله تعالى أضفت عليك هدوءاً وسكينةً .. وبهاءً ووقاراً.. فإن كنت معتاداً على النفور وعدم الطاعة.. فأنت الآن شخص مختلف تماماً.. أصبحت مطيعاً هادئاً .. إذا نادى والدك .. فأنت أول من يستجيب .. وإذا طلبت والدتك طلبا فأنت
    (1) رواء البزار .
    (2) لقمان : 15 .
    (الصفحة 15).
    أول من يلبي .. وإن انتابت الأسرة مشكلة فأنت أول من يقف معها ..
    أنت بهذا تدعوهم عملياُ إلى حلاوة الإيمان .. وتعصم نفسك من النار .. يقول الله تعالى :
    ((يأيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناسُ والحجارة )) (1).
    . من كان في أسرتك مناقضاً لك فعاملهُ بالحسنى .. لا تخاصمه والموعظة الحسنة من غير شجار ولا خصام..
    ومن كان من أسرتك فخوراً بك .. يتمنى أن يحذوَ حذوك , فإن كان أكبر منك فأطع أوامره ما دامت في طاعة الله تعالى .. وأظهرْ له الاحترام والتقدير .. وإن كان أصغرَ منك .. فعليك أن ترعاه برعايتك .
    إذا فعلت ذلك .. فأنت تسير في النهج الذي خطة لنا رسول الله صلاة الله عليه وسلم ..عندما نزل عليه الوحي , توجه إلى السيدة خديجة شاكياً لها حاله .. فواستهْ وآمنت به .. ثم دعا بعد ذلك ابن عمه على بن أبي طالب , الذي كان يعيش معه في بيت واحد .. فوسع الدائرة أكثر فأكثر ...
    . إذا كانت لك أخوات بنات .. فأنت المرشد والموجه لهن .. عاملهن بالحسنى .. وأحسنْ إليهن في كل شيء .. فإن كان غيرَ ملتزمات بالإسلام .. دعوتهن بالرفق واللين إلى الصلاة والحجاب ؛ فإن نجحتَ مع إحداهن, تكونُ قد أصلحت أسرة كاملة .. فهذه الأخت إنما هي أم المستقبل .. ومربية الأجيال..
    . وقد تجد بعض الشباب ممن لديه القليل من العلم الشرعي , يمسكُ
    (1) التحريم : 06
    (الصفحة 16)

    خَتْمَ التكفير في يده .. ومفتاحَ الجنة في يده الأخرى .. يجري بين الناس يدعوهم إلى على غير هدى ولا بصيرة , ولا تقدير للظروف والأحوال , فإن لم يستجيبوا له أخرَجَهم من الدين , وحكم عليهم بالكفر!! ثم يلوَحُ بمفتاح الجنة مقسماً بالله جهد أيمانه أنهم لن يدخلوها أبداً, ثم يتركهم ويذهب إلى غيرهم, حتى ترى الناس , وقد لطخَ وجوهَهم بخاتم التكفير , ثم ينام ويستريح , وقد ظن أنه أدى دوره تجاه ربه ودينه , أو يهجرهم تاركاً ديارهم , إلى مالا تُحَمد عقباه!!.
    . وبعض الشباب يقرأ حديثاً واحداً, أو تفسير آية واحدة .. يفهمها في جوً بعيدٍ عن فقهها , ثم يسارع إلى تبليغ فهمه الخاطئ لكل إنسان يراه, فيقابَل الرضا من المتدينين.. فيزداد تمسكاً بفهمه وتشبثاً بموقفه , وتبدأ الفرقة والشطط بين الشباب المسلم!!.
    . حذار أن يتغلغل حب الدنيا في قلبك .. فتتحول النيات من عمل لرفعة الإسلام , إلى طلب جاه أو منصب أو مال .. ن المسلم أن تكون الدنيا في يده وليست في قلبه ..
    من أكبر الأخطاء أن يفهم البعض حقيقة الزهد في الدنيا على أنه الفقر والحرمان وترك الطيبات ! فحقيقة الزهد في الدنيا هو تجريد القلوب عن حبها .. ويقينه أن الدنيا دار قرار .. فالمسكتة التي يحبها الله تعالى من عبده - كما يقول ابن القيم – ليست مسكنة المال .. بل مسكنة القلب .. وهي انكساره وذله, وخشوعه وتواضعة الله تعالى ..
    وهذه المسكنة لا تتنافى مع الغنى .. ولا يشترط لها الفقر.
    . بعض الشباب المسلم يظن أن التدين معناه العبد عن الدنيا واعتزالها .. فترى أحدهم قد أهمل نفسه ومنظره وهيئته أمام الناس .. مما جعل البعض يخاف من التدين .. فالمسلم ينبغي أن يكون شامةً بين الناس ,
    (الصفحة 17)
    قدوةً للآخرين .. فملْبسُهُ نظيف , ورائحة طيبة , ووجهه دائماً مستبشر بالخير.
    فمن للدنيا يعمرها ويستفيد منها ؟! إننا بحاجة إلى أن يكون أحدنا مبدعاً , كل في مجال تخصصه .. فإذا كنت َ طالباً , فنحن بحاجة إلى المسلم المتفوق ..وإن كنتَ طيباً , فنحن بحاجة إلى الطبيب الحاذق المسلم..
    ونحتاج كذالك إلى المعلم المسلم , والتاجر الصدوق المسلم.. والمحاسب المسلم .. والمهندس المسلم ...
    إننا بحاجة إلى تغيير شامل في كل نواحي الحياة .. نحن بحاجة إلى غسيل القلوب, التي علا عليها الران والصدأ.. فالقلوب تصدأ كما يصدأ الحديد .. نحتاج إلى قلب يخاف مقام ربه .. وينهى النفس عن الهوى.. فتكون جنة الرحمن هي المأوى...
    * * *
    صحيح أن هناك عدداً من الكتب التي تبحث في قضايا الشباب إلا أن الكتب التي تخاطب الشباب مباشرة لا شك قليلة.
    زرتُ مرة مكتبة علوان الشهيرة في مدينة حمص , فوجدت الشباب يسألون عن كتب تجيب عما يخطر ببالهم من تساؤلات ومشكلات فكرية تؤرق العديد منهم.
    سألني الأخ بسام نجل المربي المرحوم أحمد علوان- والذي كان له فضل كبير على غالبية مثقفي مدينة حمص على مدى نصف قرن – سألني : لِمَ لاتكتب كتاب على غرار كتابيك (أسعد نفسك وأسعد الآخرين) و (كيف تربي أبناءك في هذا الزمان) تخاطب فيه الشباب؟..
    فكان هذا الكتاب الذي أودعتُه عصارة فكري, وخلاصة حبي.. سطرتُه بكل نبضة من نبضات قلبي .. وبمنتهى الإخلاص و المحبة.. عساه
    (الصفحة18)
    أن يكون نبراساً يضيء الدرب للشباب إلى طريق الهداية و الفلاح.
    لا تنكر علي كثرة نُصحي لك , فقد نصح الله تعالىونبيه المصطفى صلاة الله عليه وسلم المؤمنين فيما فيه خيرهم وصلاحهم. وما ردتُ من نصيحة لك إلا الخيرَ كل الخير .. وأنت حرٌ في قبول نصيحتي أو رفضها, ولكن تذكر أنك إن عملتَ نصح الله تعالى ورسوله الكريم صلاة الله عليه وسلم سعدتَ في الدنيا والآخرة , وإن أنت أعرضتَ عنها كانت لك الشقاوة في الدارين.
    الهمَ إني أسألك أن تجعل في هذا الكتاب النفع والخير لقارئه وكاتبه وناشره , وأن تجعله ذخراً لي في ميزان عملي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
    الهم إني أسألك رحمةً من عندك.. تهدي بها قلبي.. وتلمُ بها شعثي .. وتبيض بها وجهي .. وتزكي بها عملي .. وتلهمني بها رشدي .. وتعصمني بها من كل سوء .
    حمص 14 جمادى الآخرة 1426 ه
    الموفق 20 تموز (يوليو)2005 م الدكتور حسان شمسي باشا
    (الصفحة 19 )

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 11, 2024 2:29 pm