منتدى الإسلامي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أحلا منتدى يتألف جميع مواصفات الإسلام ومواضيع وصور


    الدورة الأتأهيليه لحياة الزوجيه لمحمد خير شعال مقتبسه من أحد المنتدايات

    Admin_mohammad
    Admin_mohammad
    Admin


    عدد المساهمات : 84
    تاريخ التسجيل : 22/07/2010
    العمر : 39
    الموقع : https://gamal-eslam.yoo7.com

    الدورة الأتأهيليه  لحياة الزوجيه لمحمد خير شعال مقتبسه من أحد المنتدايات Empty الدورة الأتأهيليه لحياة الزوجيه لمحمد خير شعال مقتبسه من أحد المنتدايات

    مُساهمة  Admin_mohammad الجمعة ديسمبر 24, 2010 6:47 am

    مقتبس من منتدى شبكة منتدايت http://www.aljoufreev.com/vb/showthread.php?p=23200
    المحاضرة الواحدة والعشرون
    21- (( نقاط في ميزانية الأسرة (2)))
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا، اللهم انفعنا بما علمتنا، اللهم زدنا علماً وعملاً متقبلا يا أكرم الأكرمين، أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، نسألك علم الخائفين منك، وخوف العالمين بك .
    وبــعـد:
    فنحن في الدرس الحادي والعشرين من دروس الدورة التأهيلية للحياة الزوجية، وكان الدرس الماضي عنوانه نقاطٌ في ميزانية الأسرة ، ونتابع درس اليوم في :
    (( نقاط في ميزانية الأسرة -2- ))
    ذلك لأن المال أيها الإخوة والمعاملات المالية أخذ من مادة الفقه الإسلامي خُمسُ موادها ، أي لو فتحت تعاليم الشرع وجمعت موادها لوجدت أن خمس تعاليم الشرع تتحدث عن تعاليم في المال .
    القسم الأول في الفقه فيه عبادات ، والقسم الثاني فيه معاملات مالية ، والقسم الثالث في الأسرة والزواج والطلاق وما يتعلق بنظام الأسرة ، والقسم الرابع فيما يتعلق بالقضاء الإسلامي والحدود والجنايات ، والقسم الخامس في السياسات الشرعية والعلاقات الدولية والحروب والسلام.
    فخمس المادة الشرعية متعلقة بالمال، لذلك ينبغي على المسلم أن يضبط عباداته وضبط معاملاته المالية والأسرة من جملة ما تحتاج الإنفاق المالي ، وعدد من الأسر تهتز نتيجة سوء تصرف الزوج أو سوء تصرف الزوجة في الأمور المالية ، ونحن اليوم أيها الإخوة والأخوات أحوج ما نكون إلى الاعتناء بميزانية الأسرة وذلك لأن المدخول الشهري لمعظم الشباب متوسط ، و هذا يعني انه بحاجة إلى جهد ليحسن إنفاق هذا المال ، وزوجته بحاجة على جهد مضاعف لتحسن تدبير المال ، وأنت أيها الشاب تحتاج إلى زوجةٍ لا يكفي أنها تحبك وتحبها فالحب لا يكفي ، أنت بحاجة إلى امرأة مدبرة ، نشأت في بيتٍ يحسن التدبير ، وأنتِ بحاجة إلى زوج يحسن الإنفاق .
    نحن اليوم بحاجة إلى شابٍ يحسن ضبط تصرفه بالمال ، لذلك كان هذا الدرس نقاط في ميزانية الأسرة ، وكنا قد تحدثنا في الدرس السابق عن خمسة نقاط :
    النقطة الأولى:الزوج في الشرع والقانون مسؤولٌ عن الإنفاق والزوجان مسؤلان عن التدبير
    النقطة الثانية: الزوج مأجورٌ على الإنفاق
    النقطة الثالثة: الإسراف ممقوت والبخل مذموم و الشرع هو ما بينهما
    النقطة الرابعة: المحافظة على قليل النعمة كما نحافظ على كثيرها
    النقطة الخامسة: التنفير من الاستدانة
    وأنا أنصحكم أيها الشباب أن لا تشتروا شيئاً بالتقسيط إلا أن يكون من ضرورات الحياة كبيت للسكن ، أثاث البيت لأول مرة ..ممكن ولكن إياك (أن ترضخ للدعيات المتكررة لتبديل أغراض
    المنزل القديمة بأغراض جديدة في التقسيط ) وغيره .......إلخ
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    « لا أشتري شيئا ليس عندي ثمنه » [أحمد،والطبرانى،والحاكم]
    هذه قاعدة اقتصادية هامة جداً .
    أتعرفون أيها الإخوة لماذا تحكم الدول الكبيرة دول العالم الثالث وتسيطر عليها ؟
    من جراء الديون ، فالدول الكبيرة تدين الدول الصغير ، فالدول الصغيرة مجبورة أن تستجيب لأوامر الدول الكبيرة لأنها مستدينة أموال من هذه الدول الكبيرة فإن رفضت الاستجابة لها ، يطالبونها بوفاء ديونها.
    أيها الشاب لا تغرق نفسك بالتقسيط والديون ، وأيتها النساء لا تدفعن أزواجكن نحو الدَّين
    فإن الدَّين ذلٌ في النهار وهمٌ في الليل. على هذه النقطة تحدثنا في الدرس الماضي .

    النقطة السادسة: المحافظة على الأصول الثابتة
    في ميزانية الأسرة إياك أيها الشاب وإياكِ أيتها الزوجة أن تبددوا في الأصول الثابتة التي تملكونها ، فمثلاً البيت أصلٌ ثابت ، فإياك أن تبيع بيتك لأجل مشروع تجاري .... والمحل أصلٌ ثابت فلا ينبغي أن تبعه لتجلب المال وتدخل في مشروع تجاري ... الأصول الثابتة لا تبددها .
    الآن يوجد تغرير بالشباب ، فيأتي أحد الأشخاص ليقول لهم إ جلبوا لي الأموال وأنا أشغلها لكم ، فيذهب الشاب يبيع بيته ويستأجر بيتا ليعطي المال لهذا الرجل ..... فيضيع مال الشاب وبيته .
    فإياك أيها الشاب أن يأتي أحد ويغرر بك ويجعلك تبيع أصلاً ثابتاً .
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    « لا يبارك في ثمن أرض ولا دار لا يجعلُ في أرضٍ ولا دار » [أحمد]
    أي إذا أردت بيع بيتك يجب أن تشتري بيتاً آخر مباشرةً وإلا لا يبارك لك في هذا المال .
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
    « من باع منكم دارًا أو عقارًا فليعلم أنه مالٌ قمن – جدير- أن لا يبارك له فيه إلا أن يجعله في مثله » [ابن ماجه]
    فشخص يريد أن يوسع بيته ، فجاءه من يشتري هذا البيت ودفع له الرقم المناسب ، وبعد أن اتفقا على البيع وكتب العقد واستلم الرعبون ، فطلب منه مهلة 3 أشهر من أجل التسليم أن يبحث عن بيت أخر لكي ينتقل إليه ، فيذهب ويبحث عن بيت فلا يجد بيت في الشهر الأول ولا في الشهر الثاني ، والأسعار ترتفع .. فلا يستطيع أن يوسع بيته ويكون فقد خسر بيته ولم يستطع أن يحسنه وربما أخذ بيتاً أقل من بيته.

    أحد التجار الكبار باع بيته ب 20 مليون لكي يدخل صفقة تجارية ، على أمل أن يتضاعف هذا المبلغ بعد شهر ، ولكن الصفقة خسرت ، وبقي هذا التاجر الكبير في الشارع لا بيت له ، لأنه فرط بأصلٍ ثابت.
    فمن أهم نقاط ميزانية الأسرة المحافظة على الأصول الثابتة .
    النقطة السابعة: ترك الترف
    الترف : هو الإغراق في التنعم .
    مثلاً شاب ويضع ساعة ذهب أو يكتب بقلم من ذهب أو يضع خاتماً من ذهب ، تدخل على البيت فتجدهم يصمدون طقوم الفضة والذهب ، وبالمناسبة فهذا حرام ، فصحون الذهب والفضة وقلم الذهب وخاتم الذهب للرجال حرام في الشرع .
    و الشرع لا يريدنا أن نكون من المترفين ، قال تعالى :
     وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ سبأ:34
    الذين عادوا الرسل هم المترفون ، المتخمون ، يأكلون حتى التخمة .
    الترف أيها الإخوة لا يأتي بخير ، والمترفون في الغالب فاشلون ، وفي الغالب لا يستطيعون أن يتحملوا المسؤولية ، فلا تربي نفسك وأبنائك على الترف .
    ومعيار الترف أيها الإخوة مختلف ، فشخص يملك 100 مليون فإن هذا يوجد لديه ترف بطريقة ما ، وهناك شخص مرتبه 10 آلاف ليرة ولكن يوجد لديه ترف بما يتناسب مع هذه العشرة آلاف ، فإذا كان راتبه عشرة آلاف وجواله ثمنه ثلاثين ألف فهذا ترف ، وإذا كان راتبه عشرة آلاف ولا يشتري إلا من الماركات العالمية فهذا ترف ، وإذا كان راتبه عشرة آلاف ولا يأكل إلا البيتزا و الهمبرغر و وجبات اللحم ... فهذا ترف ، إذاً ليس الترف فقط للذين يحوزون مئات الملايين ، بل هناك أناس بسطاء ولديهم ترف، وهناك بعض النساء الموظفات وراتبها 6000آلاف ليرة فتصرف من راتبها 4000آلاف ليرة على مساحيق التجميل فهذا ترف وقمة في الغباء ، أو شاب راتبه 4000 آلاف يشتري عطر بقيمة 1000ليرة فهذا ترف وسفاهة في العقل .
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    « إنَّ الذي يأكل ويشرب في آنية الفضة والذهب إنما يجرجر في بطنه نار جهنم» [مسلم]
    قال حذيفة رضي الله عنه :
    «نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن لبس الحرير والديباج وأن نجلس عليه » [البخاري]
    فترك الترف مبدأ لا بد أن تلتزم به أنت وزوجتك داخل الأسرة .
    النقطة الثامنة: ثمان نصائح في التسوق
    وهذه النصائح مهمة لك شاب ولكل فتاة تريد أن تشتري الأغراض من السوق. رجل أو امرأة ، سأقدم لكم ثمان نصائح في التسوق
    يوجد الآن أيها الإخوة في العالم دورات مبيعات ، من أجل أن يتدرب الموظف على المبيعات وهدف دورات المبيعات : إقناع الزبون بشراء السلعة ولو لم يكن بحاجة لهذه السلعة
    النصيحة الأولى :أكتب الأشياء التي تريد شرائها قبل النزول على السوق ورتب الأولويات
    لأن الذي ينزل إلى السوق بلا ورقة كلما وقعت عينه على شيءٍ جميل يريد شراءه ، وينسى الغرض الأساسي الذي نزل من أجله إلى السوق. ورتب أولويات الشراء حسب الأهمية ...
    النصيحة الثانية : خصص مبلغاً معيناً للتسوق
    النصيحة الثالثة : اختر وقتاً مناسباً للتسوق مثلاً بإمكانك أن تستغل وقت التخفيضات
    النصيحة الرابعة: لا تشتري ما هو فوق الحاجة ولو كان زهيد الثمن
    النصيحة الخامسة: لا تلتفت كثيراً إلى الإعلانات المغرية
    بل يجب عليك التركيز على ما كتبته في ورقتك ، وهذا خاصة للنساء لأن 80% من الإعلانات التجارية موجهة للنساء.
    النصيحة السادسة: السوق ليس منتزهاً ولا مكاناً للترفيه وتضييع الأوقات



    النصيحة السابعة: لا تنسى دعاء دخول السوق
    (( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحي ويميت بيده الخير وهو على كل شيءٍ قدير ، اللهم إني أعوذ بك من يمينٍ فاجرة ، أو صفقة خاسرة ))
    النصيحة الثامنة: لا تذهب إلى السوق وأنت جائع .
    أيها الإخوة هذا هو الدين
    لأن الدين قسم منه صلاة وقسم منه زكاة وقسم منه حج وقسم منه أن نحسن إدارة بيوتنا وقسم منه أن نحسن نفقاتنا وميزانية أسرتنا ، رجالا كنا أم نساء والدين جاء ليعلمنا هذه الأشياء.
    النقطة التاسعة : حديثٌ للنبي صلى الله عليه وسلم وأثاراً اقتصادية تعلمنا التعامل مع المال
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    « لا أشتر شيئاً ليس عندي ثمنه » [أبو داود ]
    ومعنى الحديث أن لا يشتري أحد عن طريق الدَّين
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    « ما عالَ من اقتصد » [أحمد ]
    عالَ : افتقر
    أي الذي يقتصد ويحسن التصرف في المال لا يفتقر أبداً

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    « إن الهدي الصالح ، والسمت الصالح ، والاقتصاد ، جزء من خمسة وعشرين جزءاً من النبوة » [ أبو داود ]
    الهدي الصالح والسمت الصالح : السيرة الحسنة والخلق الحسن
    كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول :
    « اللهم أسالك القصد في الفقر والغنى » [أحمد والنسائي]
    قال سيدنا أبو بكر رضي الله عنه :
    « إني لأبغض أهل بيتٍ ينفقون رزق أيامٍ في يومٍ واحد »
    قال سيدنا عمر رضي الله عنه لابنه :
    يا بني كل في نصف بطنك ، ولا تطرح ثوباً حتى تستخلقه ، ولا تكن من قومٍ يجعلون ما رزقهم الله في بطونهم وعلى ظهورهم – أي جميع معاشهم في الأكل واللبس –
    نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه
    والحمد لله رب العالمين


    حلم عابر
    مشاهدة ملفه الشخصي
    البحث عن المشاركات التي كتبها حلم عابر

    #22 03-09-2010, 10:42 PM

    كاتب فعال تاريخ التسجيل: Sep 2009
    المشاركات: 152


    رد: الدورة التأهيلية للحياة الزوجية الشيخ الطبيب محمد خير الشعال

    --------------------------------------------------------------------------------

    المحاضرة الثانية والعشرون
    22- (( الطلاق (1)))
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا، اللهم انفعنا بما علمتنا، اللهم زدنا علماً وعملاً متقبلاً يا أكرم الأكرمين، أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، نسألك علم الخائفين منك، وخوف العالمين بك .
    وبــعـد:
    فنحن في الدرس الثاني والعشرين من دروس الدورة التأهيلية للحياة الزوجية، وقد تحدثنا في هذه الدورة عن دعوة الإسلام للزواج ، وعن دوافع الزواج وعن التأهيل النفسي للمتزوجين ، وتحدثنا عن اختيار الزوج ، واختيار الزوجة، وعن الخطبة والعقد وعن الفترة التي بين العقد والعرس ، وعن ليلة العرس، وعن ماذا يريد الرجل من المرأة وماذا تريد المرأة من الرجل ، وعن طريقة حل المشكلات بين الزوجين ، وعن ميزانية الأسرة ، وعنوان درس اليوم
    (( الطلاق - 1- ))
    كل شاب مقدمٌ على الزواج يجب أن يتعلم الطلاق مع تعلمه الزواج ، وكل فتاة مؤهلة للزواج ينبغي أن تتعلم ما يتعلق بالزواج وما يتعلق بالطلاق ، لأن قائد الطائرة الذي يتعلم كيف يركب الطائرة ويطير ، يدربونه كذلك كيف يهبط بهذه الطائرة ...
    فإذا تعلم الزواج ولم يتعلم الطلاق ، يقع ويوقع أهل بيته في مشكلات ، وعدد لا بأس به من الشباب يتكلم بكلمات لها علاقة بالطلاق يترتب عليها طلاق امرأته منه ثم يقول : أنا لم أعرف أن هذا طلاقاً وعدد من النساء تدعو أزواجهن إلى التلفظ بكلمات لها علاقة بالطلاق أو تتصرف هي تصرفات تستوجب بها طلاقاً ثم تقول : أنا لم أعرف أن هذا الكلام يسبب طلاقاً.
    لذلك ينبغي على كل شاب قبل أن يتزوج ، أن يتعلم الزواج وما يتعلق به والطلاق وما يتعلق به ، وإن كان الطلاق ممقوتاً في السماء والأرض إلا أن الكيَّ نوعٌ من أنواع الطب ، والبتر نوعٌ من أنواع الطب ، وقلع الضرس نوع من أنواع الطب ، والطبيب الجراح يعلمونه في الجامعة كيف يبتر العضو مع أن أصل الطب المحافظة على الأعضاء ، لكن من جملة ما يدرس الطبيب يدرس كيف يقطع هذا العضو ، وإن كانت عملية البتر شديدة وشاقة وصعبة وتشكل أذىً نفسي للطبيب وللمريض لكن لا بد من هذا العلم وإلا فإن هناك حالات إذا بقي فيها العضو المتموت مثلاً سيجر الموت على باقي الجسم .
    حدثني طبيب جراح : قال : مرةً واحدة في عمري اضطررت إلى بتر قدم مريض ، قال : لكن بقيت أسبوعاً كاملاً بعدها وأنا لا أستطيع أن أستقبل المرضى في العيادة ، والمشفى كلها اهتزت، ولكن كان لا بد من بتر القدم وإلا التموت الحاصل في القدم سينتقل إلى كامل الجسم .
    وحدثني طبيب عينية بأنهم يلجأون أحياناً على قلع العين مع أن مهمة الطبيب أن يحافظ على العين ، لكن في حالات معينة طبياً لا بد من قلع العين ، وأخبرني أيضاً بأنه تزلزل عندما أخذ هذه العين ، لكن المهم في الطب أنهم يعلمونهم كيف تُقطع القدم لأن هناك ضرورة في بعض
    الحالات .
    الطلاق وإن يجرُّ أساً وألماً على الزوج أو على الزوجة أو على الأولاد ، لكن لا بد أن نعلم كيف نُطلّق ، حتى إذا كانت الأبواب مغلقة والحلول معطلة ولم يكن من الطلاق بدٌّ، يعرف كيف يطلق . لذلك عنوان درس اليوم (( الطلاق ))
    يجب على كل شاب أن يتعلم كيف يتزوج وكيف يطلق لذلك عنوان درس اليوم((الطلاق)).
     أول ما نبدأ به درسنا في الطلاق سأقرأ عليكم نصوصاً عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الطلاق :
     قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    «أيُّما امرأة سألت زوْجها الطلاق ، من غير بأس:فحرام عليها رائحةُ الجنة»أبو داود الترمذي.
    أي أن هذا العمل من أكبر الكبائر ، أن تطلب امرأة من زوجها طلاقاً من دون سببٍ يستوجب الطلاق ، فحرامٌ «أيُّما امرأة سألت زوْجها الطلاق ، من غير بأس»، أي أنه لا يوجد سبب ملجئ ، لا يوجد حاجة ضرورية جداً تكاد أن تكون قاتلة ، من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة «فحرام عليها رائحةُ الجنة».
    مثلاً إذا كان بيت الزوج صغيراً فطلبت منه الطلاق ، إذا كانت تأخذ من أهلها مصروف أكبر من الذي تأخذه من زوجها وطلبت طلاقاً ، لو ذهبت للعمرة وختمت القرآن وحضرت الدروس وكانت في بيت أهلها مرفهة وفي بيت زوجها وجدت شيئاً من العناء في تحمل المسؤولية والاستيقاظ باكراً وإعداد الطعام ، فقالت لزوجها طلقني ولا أريد منك شيئاً لا المقدم ولا المأخر ، فحرامٌ عليها رائحة الجنة .
    لماذا هذا الأمر الشديد ؟
    لأنها تخالف سنة الله في الأرض ، الله يريد إعمار هذا الكون .
    تخيلوا أيها الإخوة أن كل الرجال لا يتزوجون وكل النساء لا يتزوجن ، فما الذي سيحدث بعد خمسين عاماً ؟ تنتهي الحياة على وجه الأرض ، فالله يريد إعمار هذا الكون وهذه المرأة تريد إفساد ما في هذا الكون ، لذلك كان فعلها فعلاً كبيراً وكانت حرام عليها رائحة الجنة .
     قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    « لعن الله كلَّ ذواق مطلاق »
    الله يلعن كل شاب يذهب ويعقد على فتاة ويجلس معها ويذهب معها ويحادثها ولعلهم يختليان ببعض ولعله يدخل بها ، ومن ثم يقول لا أريد هذه الفتاة وأنا أريد أن أطلقها ،
    فما معنا هذا اللعن ؟ هو الطرد من الرحمة ، يعني أي رحمة ستنال هذا الشاب المذواق المطلاق ، أي رحمة ستنال هذا الرجل الذي طلق زوجته الأولى وطلق الثانية وطلق الثالثة
    أي رحمة ستنال هذا الرجل الذي طلق زوجته في هذا الشهر ثم أعادها في الشهر الثاني ثم طلقها في الشهر الثالث .
    والآن الشاب قبل أن يتزوج يجب أن يعلم أن المذواق المطلاق ملعون ، وكما يقول أهل الشام في أمثلتهم الشعبية – الزواج لزقة بيطارية – أي لا يوجد انفكاك منه ، فيجب عليك من البداية أن تحسن الاختيار وإذا كانت هذه الزوجة على غير هواك فيجب عليك أن تصبر وتتحمل لأن الحياة الزوجية هكذا .
    بالله عليكم من مرتاح في عمله مئة بالمئة ؟ لا يوجد أحد ، فهل نترك أعمالنا ؟ لا يوجد أحد يترك عمله لأنه غير مرتاح فيه .
    هل يوجد طالب جامعة في مدرسته أو جامعته مرتاح 100% ؟ لا يوجد أحد ، هل تتركون دراستكم؟ طبعاً لا .
    هل يوجد أحد في سكنه مرتاح 100% ؟فكل مواصفات البيت المثالي موجودة عنده ، لا يوجد أحد ، فهل تتركون منازلكم ؟
    هل يوجد أحد مرتاح مع زوجته 100% ؟ لا يوجد أحد ، هل تتركون زوجاتكم ؟ طبعا لا تتركونهم .
    الحياة أيها الإخوة مطبوعة على الكدر :
    طبعت على كدر وأنت
    تريدها صفواً من الأقذاء والأكدار

    ومكلف الأيام فوق طباعها
    متلمساً من الماء جذوة نارِ

    لا يصح أيها الزوج أن تطلب من زوجتك أن تكون 100% وأنت أيتها الزوجة لا يصح أن تطلبي من زوجك أن يكون 100% ، لذلك لابد من التحمل ، لأن الزواج في أصل الشريعة الإسلامية دائم .
    فإن أحببت فتزوج ، وإن كنت لا تصبر على التحمل فيجب عليك أن تتمهل حتى تتهذب أخلاقك وتستطيع أن تستوعب زوجتك كما هي عليه .
    أما أن تتزوج وأنت تبيت الطلاق فهذا مخالفٌ للشرع .
    الزواج في تعريفه : هو عقدٌ على التأبيد .
    أما أن يذهب شخص ويضع في باله أن يجرب خلال شهرين فإن لم يناسبه الوضع يُطَلّق فهذا آثم .وكذلك أهل العروس الذين يضعون في بالهم بأنهم يريدون أن يجربوا العريس خلال شهرين أو ثلاثة ومن ثم يطلبون الطلاق فهم آثمون، ويدخلون في هذا الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لعن الله كلَّ ذواق مطلاق »
     قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    « أَبْغَضُ الْمُبَاحِ إلَى اللَّهِ الطَّلَاقُ» [ أبو داود وابن ماجة ]
    فإذا قال أبٌ لابنه :يا ولدي إن أبغض شيء عندي أن تدخن مثلاً، فيأتي هذا الولد ويدخن أمام والده فماذا يكون برأيكم أهو بار أم عاق ؟ أيستوجب الرضا أم يستوجب الذم... ؟
    وإذا كان الله عزّ وجل يقول :يا عبادي إن أبغض المباحات عندي الطلاق ، فيذهب الشاب ويتلفظ بكلمات الطلاق ، فهل هذا عبدٌ بار أم عاق ؟
    وهو يظن نفسه أنه بهذه الكلمة يصبح رجل ، فيحلف بالطلاق ، وسنأتي على هذه التفاصيل
     قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    « أَبْغَضُ اَلْحَلَالِ عِنْدَ اَللَّهِ اَلطَّلَاقُ » [أبو داود وابن ماجة وصححه الحاكم]
    هو حلالٌ في مواطن ، كالموطن الذي نريد أن نبتر به القدم ، ومثل الموطن الذي يريد طبيب العينية أن يقلع العين ، حلالٌ في ذلك المكان .
     قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    « ما أحلَّ اللَّه شيئا أبغض إليه من الطلاق » [أبو داود.]
    هذه أيها الإخوة مجموعة نصوص في الشريعة متعلقة بالطلاق ، لأجل الشاب الذاهب نحو الزواج ويعلم أن زواجه على التأبيد والطلاق ممقوت وإن كان مباحاً.
    فلتجتهد أن تصبر وأن تتحمل وأن تلغي خيار الطلاق من حياتك وأن تنسى بأن هناك كلمة اسمها ( طلاق ) ، ابحث في كلمات أخرى ، ابحث في حلولٍ أخرى ، والطلاق هروبٌ من المشكلة والرجل لا يهرب ، والمرأة المسلمة لا تهرب ، ولئن هربت ستأتيك مصيبة أكبر لأن سنة الله في هذه الحياة الابتلاء.
    فالأصل في الزواج عدم الطلاق ويبقى الطلاق تشريعاً استثنائياً وحلاً في حالات خاصة جدا ً.
    كانت نسبة الطلاق في محاكم مدينة دمشق في الخمسينات 4% ، ولكن المحاكم الآن تشكو من كثرة حالات الطلاق وخاصة عند الشباب ، وكانت العائلة التي يوجد فيها فتاة مطلقة أو شاب مطلق فكانت هذه العائلة تُذَم لذلك كانت تتدخل كل العائلة حتى لا يقع الطلاق .
    مرةً أخرى أيها الإخوة الطلاق أمرٌ ممقوت في الشرع ، شُرع لحالات خاصة ، لا يوجد فيها حل إلا الطلاق .
    الطلاق ليس انتقاماً ولا تشفياً ولا إظهاراً للرجولة ولا هروباً من مواجهة المسؤولية ، بالضبط كما يقرر الطبيب في المشفى قطع القدم ،فيدرس الحالة يوم ويومين ويأخذ الصور والتحاليل ، ويعمل مجموعة أطباء استشاريين ، وتتم الاستشارة أكثر من مرة ، فيصلوا إلى أن أفضل حل لهذا المريض هو القطع والبتر ، فيأتي الطبيب ويخبر هذا المريض بأن أفضل حل هو بتر القدم ، فيقوم بعمل دراسة وبعد أسبوع أو شهر يحجز مكان لهذا المريض في المشفى وتُقطع القدم .
    هذا هو الطلاق ..! الطلاق أمرٌ يحتاج إلى تفكير وتدبير وترتيب واستشارة ، هذا أصله في الشرع ، أما أن يستخدم بأشياء لا قيمة لها – أسباب تافهة- فهذا مؤاخذٌ شرعاً وحرامٌ شرعاً كحرمة شرب الخمر وكحرمة الزنا وكحرمة السرقة ، لأن هذا الرجل يلعب بأعراض الناس وهذه الفتاة تتلاعب بحرمة بيوت الناس.
     الفقرة الثانية في درس الطلاق هي تعريف الطلاق :
    فنحن سندرس في هذا الدرس والدور التالي ما هو الطلاق ؟ وكيف تطلق ؟ ومتى تطلق؟
    كي لا يذهب أحد إلى الطلاق دون أن يعرف به.
     تعريف الطلاق :
    لغة : حل القيد ، فتقول : أطلقت الأسير أي حللت قيده ، تقول أطلقت يدي أي حللت القيد عنها وجعلتها مرسلة .
    الأصل في الزواج هو قيد ، من أجل ذلك يقولون أن الزواج قفص ذهبي ومن اجل ذلك تلبس المحابس .
    الزواج يقيدك أيها الرجل ويقيدك أيتها المرأة ، وكل شاب ذاهب إلى الزواج فليعلم أن الزواج قيد ، وإياكم أن تظنوا بأن الزواج كما يقال في الفضائيات بأنه حبٌ وعشقٌ وغرام..فإنهم يخدعونكم ويتلاعبون بكم ، إياك أيتها الفتاة أن تظنين الزواج هو حفلة عرس وصالة فاخرة وثوب جميل ...فو الله ليس هذا هو الزواج ... فالزواج قيد .
    النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال : « استوصوا بالنساء خيراً » قال : « إنهن عندكم عوان » -أسيرات- المرأة أسيرة في بيت زوجها ، مقيدة ، لا تخرج إلا بإذن ، لا تأكل حتى يأتي زوجها ، لا تنام حتى يأتي زوجها ، ترعى أولاده ، تكنس داره ،وترتب هندامه،وبالمقابل
    الزوج أيضاً أسير لزوجته ، إذا أكل خارج البيت يبقى يفكر بها هل أكلت أم لم تأكل ، إذا جاء مساءً بعد عمله الشاق لابد أن يحمل معه الطعام ، إذا ضربت ساعة الكهرباء يجب أن يخرج الزوج في ساعة استراحته لتأمين طلباتهم .
    الزوج مقيد في زواجه والزوجة مقيدة , لكن كل هذا له أجر .
    الطلاق في اللغة : حلُّ القيد
    وفي الشرع : حلُّ قيد عقد النكاح بلفظٍ مخصوص
    وهذا اللفظ كقول الرجل لزوجته (طالق) ، قال لزوجته أنت طالق ، أو قال هي طالق أو رفع سماعة الهاتف وقال أنت طالق ، أو كان جالساً مع أصحابه وقال زوجتي طالق ، أو كان في سفر وقال ( فلانة .. طالق ) فتطلق زوجته.
    إذاً الطلاق حلُّ قيد عقد النكاح بلفظٍ مخصوص .
    3- لا يوجد قيلولة (إقالة) في الطلاق
    العقود في الشرع هناك عقود يوجد فيها إقالة وهناك عقود لا يوجد فيها إقالة ، كأن أشتري منك سلعة ويتبين لي بعدما تركتك أن هذه السلعة لا تناسبني فأعود وأقول لك هل من الممكن أن تعيد لي هذه السلعة ، فتأخذ سلعتك وتعيد إلي مالي ، فأقول لك من الممكن أن تقيلني من عقدي ؟ فإما أن توافق وإما أن ترفض ... هناك إقالة في البيع وإقالة في الشراء والاستئجار .
    لكن لا يوجد إقالة في الطلاق ، فعندما تتلفظ بكلمة الطلاق ...تطلق الزوجة ، ولا يصح بعد يومين أو ثلاثة أن تقول لها لعلي تسرعت فيجب أن لا أطلق ، فهذا الأمر لا يصح لأن الطلاق و الزواج لا يوجد فيهما إقالة .
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    « لا قيلولة في الطلاق »

    4- أركان الطلاق :
    الطلاق له ركنٌ واحد ، والركن هو ما يقوم به العمل ، فالصلاة لها 13 ركن فإذا ذهب ركنٌ واحد بطلت الصلاة .
    أما الطلاق فله ركن واحد وهو : لفظ الطلاق..
    فإذا نطق الزوج بكلمة الطلاق فقد وقع الطلاق ولا رجعة فيه ، لذلك يجب علينا أن نتدرب كيف نحفظ ألسنتنا قبل الزواج وبعده ،وأنتم أيها الشباب يجب عليكم أن تتدربوا على كظم الغيظ وعلى ضبط اللسان كي لا تخرج منك كلمة الطلاق ثم تندم لأنها متى خرجت وقعت.
    الكلمة في الإسلام قوية جداً : ، وتدخل الدين بالكلمة ، وتخرج من الدين بكلمة , تتزوج بكلمة وتطلق بالكلمة .
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    « ثلاثة جِدُّهُنَّ جِدُّ، وَهَزْلُهُنَّ جدّ : النَّكاحُ ، والطَّلاقُ ، والرَّجْعَةُ » [الترمذي وأبو داود].
    فهذه الثلاثة لا يصح الهزل بها أبداً والزواج والطلاق فيهما الأمر خطير جداً لأن هذا شرعٌ ينزل من السماء ، قال تعالى  وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً النساء: 21 ، لا يُلعب به ، لا يُمزح به .
    وسنتكلم عن الرجعة فيما بعد والرجعة هي أن يراجع زوجته بعد أن طلقها طلقة واحدة ، فإذا قال لها راجعتك فقد عادت إلى عصمته ولا يجوز أن يكون مازحاً في ذلك
    « ثلاثة جِدُّهُنَّ جِدُّ، وَهَزْلُهُنَّ جدّ : النَّكاحُ ، والطَّلاقُ ، والرَّجْعَةُ »
    إذاً ركن الطلاق ركنٌ واحد وهو التلفظ بما يوقع الطلاق
    5- ألفاظ الطلاق : الألفاظ عند العلماء قسمان
    1- ألفاظٌ صريحةٌ في الطلاق
    2- ألفاظٌ ليست صريحة تستخدم في الطلاق وفي غيره تسمى ألفاظ ( كناية عن الطلاق)
    اللفظ الصريح لا يحتاج إلى نية ، أما لفظ الكناية فيحتاج إلى نية .
    فمثلاً كأن يقول الزوج لزوجته اذهبي إلى بيت أهلك ، فهذا لفظٌ يحتمل أن يكون لفظاً عادياً كزيارة لبيت الأهل وقد يكون لفظ من ألفاظ الكناية عن الطلاق ، فهذا يحتاج إلى نية فيُسأل الرجل عن نيته ، فإذا كانت نيته بأن تذهب إلى بيت أهلها لمدة من الوقت فهذا ليس طلاقاً ، وأما إذا كانت نيته بأنه لا يريد هذه الزوجة فقد طلقت المرأة.
    أما اللفظ الصريح لا يحتاج إلى النية لأنه هو الطلاق فإن قال لزوجته طالق أو الفراق (فارقتك) أو السراح (سرحتك )، فهذه الكلمات الثلاث لا تحتاج إلى نية ، فتطلق المرأة عند التلفظ بإحدى هذه الألفاظ الثلاثة مباشرة.
    الآن ألفاظ الكناية كما لو قال لها :
    لا تريني وجهك ، فهذا كناية تحتمل أن يكون طلاق وتحتمل أن لا يكون طلاق ، إذا قال لها أنا لا أريدك فتحتمل أيضاً معنى الطلاق ومعنى آخر غير الطلاق ، ففي هذه الحال نسأله عن نيته لأنه كل لفظ ما عدا الألفاظ الثلاثة ( الطلاق – الفراق- السراح ) هي ألفاظ كناية وتحتاج إلى معرفة النية ، ومن الذي يعرف نية هذا الرجل ..؟ الله .. لأن الشيخ يحكم على نحو ما يسمع .. فإذا كانت نية هذا الرجل الطلاق وقال عكس ذلك فإنه مرتكبٌ للزنا مع زوجته ..! وإذا جاءه أولاد فهم بالحرام .. لأن الذي يتعامل معه هو رب العالمين الذي لا يخفى عليه شيء .
    أيها الإخوة اسمعوا إلى هذا الخبر :
    قال : كُتبَ لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه من العراق أن رجلاً قال لامرأته
    (حبلك على غاربك ) وسيدنا عمر موجودٌ في المدينة والحادثة في العراق يستفتونه بها هل طلقت زوجة هذا الرجل أم لم تطلق ؟ فكتب سيدنا عمر بن الخطاب على أمير العراق
    وقال: مُرِ الرجل أن يلقاني في مكة في موسم الحج .
    وهنا يوجد حكمة في هذا الأمر وهو أن فتاوى الطلاق لا تنقل ، بل يجب على الزوج نفسه أن يتحدث إلى المفتي .
    ولا يجوز لأحد ليس مختص بأن يفتي بأمر الطلاق ، وهذا الأمر منتشر بشكل كبير كلٌ يفتي على هواه وهذا فيه تطاولٌ على الشرع وسوء أدبٍ مع الشرع .
    أما صحابة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يأتيهم السائل فيدور على سبعين رجلٍ منهم ويقول كل منهم : اسأل غيري .
    والرجل الذي قال لزوجته ( حبلك على غاربك ) أتى إلى مكة في موسم الحج كما طلب أمير المؤمنين عمر فقال : جاء الرجل وسلَّم على سيدنا عمر وهو يطوف حول الكعبة فقال له سيدنا عمر: من أنت ؟ قال : أنا الذي أمرتَ أن أُجلبَ إليك بسؤالي بقولي لامرأتي
    ( حبلك على غاربك) فقال سيدنا عمر : أسألك برب هذه المشاعر ما أردت بقولك حبلك على غاربك ؟ فقال الرجل : لو استحلفتني في غير هذا المكان ما صدقتك ، أما الآن لقد أردت طلاقها ..فقال له سيدنا عمر : هو ما أردت .
    فلذلك ألفاظ الكناية يسأل الرجل عن نيته فإذا كان طلاق فهو الطلاق وإلا فلا .
    والآن أيها الإخوة هناك كلمة (( عليه الحرام )) وكثير ما يقولها الرجال فيقول مثلاً : عليه الحرام أن لا تذهب زوجته إلى بيت أهلها ، فهل يعتبر الحلفان بالحرام من ألفاظ الطلاق الصريحة ؟ وماذا تعني كلمة عليه الحرام ؟ تعني أن زوجته عليه حرام .
    الآن هناك من العلماء من قال هذه من ألفاظ الكناية لأن الألفاظ الصريحة للطلاق
    ( الطلاق- السراح- الفراق) فيُسأل الرجل عن نيته هل هي طلاق أم لا ؟
    لكن هناك بعض العلماء قالوا العرف يقتضي بكلمة ( علي الحرام) أنها طلاق فلا يسأل عن نيته ، فحكم عدد من العلماء أن من يحلف بالحرام ثم يخالف ما يحلف عليه يقع طلاقه مثلاً: كأن يقول عليه الحرام أن لا تذهب إلى بيت أهلها فذهبت زوجته إلى بيت أهلها ، فقال بـعض العلماء وقع طلاقاً وطلقت المرأة لأن العرف يقتضي ذلك ، فكلمة عليه الحرام تقع
    طلاقاً ولا نسأله عن نيته.
    إذاً أيها الشباب والرجال لا أحد يتكلم بهذه الكلمات ، ولا يتكلم بها إلا السخفاء وخفيفي العقل .
    6- حكم طلاق المجنون :
    لا يقع طلاق المجنون لأنه إذا أخذ ما أوهب أسقط ما أوجب
     حكم طلاق المد هوش :
    هو الذي يتكلم بكلمة لا يريدها والتي خرجت عن غير سيطرة عقل من المتكلم نتيجة صدمة أو خوف ، كأن يرتعب مثلاً من صوتٍ عالٍ جداً أو صوت انفجار فهو يندهش حين ذاك ،
    وطلاق المد هوش لا يقع .
     حكم طلاق الغضبان :
    طلاق الغضبان يقع وتطلق الزوجة إلا في حالة واحدة ... وكثير من الناس يقعون في هذا اللبس فيقول : كنت غاضباً ، وذلك شكلٌ حتمي لأن معظم الناس يطلقون زوجاتهم وهم في حالة غضب ، فلا يأتي الرجل ويطلق زوجته وهو في استرخاء وراحة ، مع العلم أن الطلاق الشرعي يجب أن يكون والرجل هادئ ومرتاح ...
    إذاً فحكم طلاق الغضبان يقع إلا في حالة واحدة لا يقع وذلك إذا اثبت أنه عندما لفظ الطلاق كان مجنوناً .
    وقال العلماء : إذا كان الغضبان لا يفرق بين الأرض والسماء في لحظة نطق كلمة الطلاق ، أو لا يفرق بين الماء والنار ففي هذه اللحظة يكون بحكم من هو ذاهبٌ عقله فطلاقه لا يقع .
     حكم طلاق السكران :
    طلاق السكران يقع عقوبة له

     حكم طلاق الهازل :
    يقع طلاق الهازل لأنه كما مر معنا لا يوجد هزل ومزاح في الزواج والطلاق
     حكم طلاق المكره :
    وهو الرجل المهدد بالقتل أو أن يطلق زوجته ، فطلاق المكره لا يقع ، ولو اضطر ولفظ كلمة الطلاق الأفضل أن يتلفظ بألفاظ الكناية ، وهذا الطلاق لا يقع باتفاق جمهور الفقهاء.

    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    والحمد لله رب العالمين



    حلم عابر
    مشاهدة ملفه الشخصي
    البحث عن المشاركات التي كتبها حلم عابر

    #23 03-09-2010, 10:45 PM

    كاتب فعال تاريخ التسجيل: Sep 2009
    المشاركات: 152


    رد: الدورة التأهيلية للحياة الزوجية الشيخ الطبيب محمد خير الشعال

    --------------------------------------------------------------------------------

    المحاضرة الثالثة والعشرون
    23- (( الطلاق (2)))
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا، اللهم انفعنا بما علمتنا ، اللهم زدنا علماً وعملاً متقبلاً يا أكرم الأكرمين ، أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، نسألك علم الخائفين منك، وخوف العالمين بك .
    وبــعـد:
    فنحن في الدرس الثالث والعشرين من دروس الدورة التأهيلية للحياة الزوجية، وهو الدرس ما قبل الأخير ، والحق أيها الإخوة أن الزواج أمرٌ مهم يحتاج إلى دورة أطول من هذه الدورة ، لكن ما لا يدرك كله لا يترك كله ، ذكرت لكم أكثر من مرة أن رائد الفضاء السوري لأجل أن يقضي 17 يوم في الفضاء احتاج إلى دورة على الأرض لمدة سنتين حتى لا يقعوا في خطر جسيم ، وأنت لأجل أن تحصل على شهادة قيادة سيارة تخضع لدورة أحياناً تستمر ثلاثة أشهر أو أكثر.
    قيادة الأسرة أخطر بكثير من قيادة السيارة ، وبناء أسرة أهم بكثير من صعودٍ إلى الفضاء ، والعالم الغربي اليوم يأنُّ من فقدان الأسرة ، وراحوا يسوقون لنا أخطاءهم حتى ينشأ عليها جيلُنا فنصابُ بأمراضٍ كالتي أصيبوا بها ، ثم هم في المقابل يأخذون تعاليم الإسلام في الأسرة
    الآن ليطبقوها عندهم ، ويوجد الآن في الغرب جامعات يمنع فيها الاختلاط ، لأنهم وجدوا أنه من الخطأ أن تضع الفتاة مع الشاب في نفس مقعد الدرس ، وهناك الآن في الغرب حافلات يخصص فيها مقاعد خاصة للنساء وهي المقاعد الخلفية ، فقد تبين لهم أن الاختلاط خطأ ، الآن هم يأخذون تعاليم ديننا ليطبقونها عندهم لأجل أن ينجوا من التهلكة التي وقعوا بها ، بالمقابل يوردون لنا ثقافتهم الهابطة حتى ينشأ جيل ٌ عندنا متغرب في شكله ، في كلامه، في أفكاره ،يريد أن يمشي في ممشاهم وهذا مصداق حديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :
    « لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبٍّ لدخلتموه » [مسلم وأحمد]
    لا نجاة للعالم أيها الإخوة إلا بالإسلام ، ونحن لا نجاة لنا على مستوى الفرد وعلى مستوى الأسرة وعلى مستوى الحي وعلى مستوى البلد وعلى مستوى العالم إلا بالإسلام ، إذا لم تنضبط أسرنا بتعاليم الإسلام فنحن في خطرٍ كبير .
    الحمد لله الآن صلاة الناس بشكلٍ عام جيدة وصومهم بشكل عام جيد ، ونعتمر ونحج بشكل كثير ، لكن أيها الإخوة هناك خطران كبيران ينبغي التنبه لهما :
    1- أسواقنا التجارية لا يحكمها الشرع وهذا خللٌ مغرق
    2- وبيوتنا لا يحكمها الشرع وهذا أمرٌ مهلك
    علاقتنا الأسرية يوجد فيها مشكلة ، علاقة الزوجة مع زوجها ، فالزوجة صلاتها جيدة وصومها جيد والتزامها جيد ، لكن علاقتها مع زوجها سيئة جداً ، لا تلتزم بكلام وتوجيهات زوجها وتقول بأنها ملتزمة .
    العلاقات الأسرية في كثير من تفاصيلها في عدد لا بأس به من البيوت لا يحكمها الشرع ، ونحن بحاجة إلى أن نعود إلى الشرع ، وأنت أيها الزوج يجب أن تغالب نفسك وأنت كذلك أيتها الزوجة يجب أن تغالبي نفسك .
    ولقد بدأنا الدرس الماضي حديثاً عن الطلاق وقلنا بأن كل شاب يمضي نحو الزواج ينبغي عليه أن يعرف الطلاق حتى لا يوقع نفسه ويوقع غيره في هلكة ، وكذلك المرأة يجب أن تتعلم الطلاق قبل أن تتزوج.
    نحن تكلمنا في الدرس الماضي عن نصوص في الطلاق عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعن تعريف الطلاق وقلنا بأن الطلاق في اللغة: حلُّ القيد لأن الزواج هو: قيد ومسؤولية والتزام وواجب .
    أنت تعجب من فتاة لم يمضي على زواجها أربعة أشهر فتطلب طلاقاً لسبب تافه ألا وهو أنها كانت في بيت أهلها مرفهة أكثر من بيت زوجها ، والآن هي تستيقظ باكراً ، والله هي مرتكبة للحرام فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    «أيُّما امرأة سألت زوْجها الطلاق ، من غير بأس:فحرام عليها رائحةُ الجنة»أبو داود الترمذي.
    وكذلك الزوج الذي يكثر الطلاق فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    « لعن الله كلَّ ذواق مطلاق »
    تكلمنا في تعريف الطلاق ، وفي مشروعية الطلاق ، وحكمته وتكلمنا عن ركن الطلاق ، وتكلمنا عن العقود التي تحتمل الإقالة والتي لا تحتمل الإقالة فالطلاق لا يقبل الإقالة . فهذه الكلمة خطيرة جداً وركنها فقط النطق بكلمة الطلاق .
    وتحدثنا عن ألفاظ الطلاق التي تنقسم إلى قسمين ألفاظٌ صريحة وألفاظ كناية ، وتكلمنا عن طلاق المجنون و المدهوش والسكران والغضبان والمكره والهازل ، وأهم ما فيهم اثنان :
    طلاق الهازل يقع ، وطلاق الغضبان يقع ...أي إذا كان مزاجه معكراً فطلاقه يقع إلا في حالة واحدة إذا ثبت أنه لا يميز بين النار والماء فعندها طلاق الغضبان لا يقع لأنه بحكم المجنون .
    واليوم سنتابع تتمة فقرات الطلاق :


    7- الطلاق الشرعي :
    إذا أراد رجل أن يطلق زوجته حسب الشرع كيف يكون ذلك ؟
    الشرع وضع له ضوابط ، فالشرع كما علمنا كيف نقيم الصلاة ونؤديها ، وكما علمنا كيف نؤدي الزكاة كذلك الشرع عندما شرع الطلاق علمنا كيف يكون الطلاق بضوابط .
    الطلاق الشرعي له ثلاثة شروط :
    الشرط الأول :
    أن يكون الطلاق لحاجة مقبولة
    أي يوجد عذر وسبب وجيه للطلاق ، فمثلاً : رجل عاجز عن نفقة زوجته ولا يوجد دخل لهذه الزوجة ، فلهذه الزوجة في الشرع أن تطلب طلاقاً من زوجها تخفيفاً عنه.فإذا عجز الزوج عن النفقة فلها أن تطلب الطلاق وهذه حاجةٌ محترمة شرعاً.
    ومثلاً : إذا كانت الزوجة ناشزاً أي أنها لا تطيع زوجها ، وتصارعه الرأي ، يجوز لهذا الزوج أن يطلقها شرعاً إن لم يستطع تحمل هذا الأمر ، لأن هذه الزوج ناشز.
    أما إذا أغضبته مرةً فليس له أن يطلقها ، لأنه لا يوجد أحد كامل وبدون عيوب في هذه الحياة .
    جاء مرةً رجل إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليشتكي زوجته فلما وصل ليدخل على أمير المؤمنين سمع صوت امرأة عمر عالياً على سيدنا عمر ، فأدرك الرجل أنه يوجد خصام داخل البيت فلم يدخل على أمير المؤمنين ورحل ، فيعد يومين وجده سيدنا عمر في المسجد فقال له : كأنك جئتني تريد شيئاً قبل يومين ، فقال الرجل : والله يا عمر أنا جئتُ أشتكي زوجتي لك فسمعتُ صوت زوجتك عالياً عليك ، فقلت لنفسي إذا كان أمير المؤمنين هكذا فماذا أقول عن نفسي .
    فقال له سيدنا عمر :إنها طاهية لطعامي،وراعيةٌ لأولادي،وحافظةٌ لمالي ،وكانسةٌ لداري
    وما عليه إذا غضبت يوماً من الأيام .
    أي أن الزوجة لا تطلق إذا غضبت في يومٍ من الأيام ، هب حسناتها لسيئاتها.
    إذاً في الشرع لا يجوز أن تطلق المرأة إذا أخطأت ، أما إذا كانت عادتها عدم الطاعة والنشوز فهذه امرأةٌ تطلق شرعاً .
    الشرط الثاني :
    أن يكون الطلاق في طهرٍ لم تجامعها فيه
    أي أن الطلاق له وقت ، فإذا كانت المرأة في عادتها الشهرية يحرم طلاقها ، وإذا طلقتها تكون مرتكب لحرام وإثم .
    سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما طلق زوجته ، فقال سيدنا عمر أريد أن أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانظر إلى الصحابة رضوان الله عليهم حتى في علاقتهم مع أزواجهم يستشيرون رسول الله ، لذلك أنا أنصح الإخوة الذين لديهم بنات للزواج أن لا يعطي ابنته إلا لشابٍ له شيخ ، أي له آمر وناهي فإذا أخطأ الشاب يصوب خطأه شيخه .
    إذا سيدنا عبد الله طلق زوجته وهي حائض ، فقال والده سيدنا عمر : لا حتى أسال رسول الله وذهب إلى رسول اله وقال له : يا رسول الله إن عبد الله طلق زوجته وهي حائض ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: مرهُ فليراجعها .
    لأنه لا يصح أن تطلق زوجتك وهي حائض ، فإذا كانت زوجتك ناشزاً وغير مطيعة وتريد أن تطلقها فيجب أن لا تطلقها وهي حائض بل يجب أن تنتظر حتى تطهر ، وعندما تكون زوجته طاهرا يجب عليه أن يطلقها في طهرٍ لم يجامعها فيه ، فإذا جامعها لا يصح تطليقها بل يجب أن ينتظر حتى تنتهي مدة الطهر ثم مدة الحيض ثم يطلقها في طهرٍ لم يجامعها فيه .
    ولو فهم الأزواج هذا الأمر ، لما حدث طلاق ، لأن هذا الشرع من السماء ، 90% من حالات الطلاق تكون نتيجة الغضب ، فـإذا الرجل كظم غضبه وصبر 7 أيام يحلّ الأمر من
    غير اللجوء إلى الطلاق .
    كيف يكون الطلاق الشرعي ؟
    له ثلاثة شروط 1- أن يكون الطلاق لحاجة مقبولة شرعا
    2- أن يكون في طهرٍ لم يجامعها فيه .
    الشرط الثالث :
    أن يكون واحدةً وليس مجموعةً
    أي الذي يريد أن يطلق زوجته يقول لها هي طالق مرة واحدة فقط ، فلا يصح أن تقول طالق بالثلاثة ، والذي يفعل ذلك هو يتلاعب بالشرع وهو آثم .
    عن محمود بن لبيد قال : (( أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجلٍ طلق امرأته ثلاث تطليقات جميعاً – إما أنه قال هي طالق طالق طالق أو هي طالق بالثلاثة – فقام النبي صلى الله عليه وسلم وهو غضبان ثم قال أيُلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم )) ومن شدة غضب النبي صلى الله عليه وسلم قام رجل وقال : يا رسول الله ألا أقتله .
    وعن أنس رضي الله عنه أن عمر كان إذا أتيَّ برجلٍ طلق امرأته ثلاثاً أوجع ظهره .. أي كان يجلده.
    أحد الصحابة يقول : ((طلق جدي امرأة له ألف تطليقة -فهذه السفاهة موجودة منذ زمن - فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما اتقى الله جدك ، أما ثلاث فله وأما تسعمائة وسبع وتسعون فعدوانٌ وظلم ، إن شاء الله عذبه وإن شاء غفر له ))
    وهذا الكلام أيها الإخوة خطير لأن النبي شهد لمن قال هذه الكلمة بأنه ليس تقي .
    وهذه هي شروط الطلاق الشرعي الثلاثة
    1- أن يكون الطلاق لحاجة مقبولة شرعاً
    2- أن يكون الطلاق في طهر لم يجامعها فيه
    3- أن يكون واحدة وليس مجموعة .
    والآن ماذا لو طلق الرجل زوجته ولكنه خالف هذه الشروط الثلاثة كأنه طلقها مثلاً سفاهةً من غير حاجة أو طلقها وهي حائض أو طلقها في طهرٍ جامعها فيه ، أو طلقها ثلاثة ، فقال العلماء إن هذا الرجل عاصي لكن طلاقه يقع وهو عقوبة له من أجل تأديبه .
    فسيدنا عبد الله بن عمر طلق زوجته وهي حائض ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
    (( مره فليراجعها ثم ليمسكها حتى إذا طهرت فإن شاء طلقها وإن شاء أمسكها ))
    فقال ابن عمر : وقد حُسبت لي ، أي حسبت عليه طلقة لأنه طلقها وهي حائض وهو آثم .
    أيها الإخوة :
    هذا هو الطلاق الشرعي بالشروط الثلاثة ويسمى طلاقاً سني أي وفق الشريعة ووفق سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وغير هذا الطلاق يسمى طلاق بدعي ، أي يوجد فيه إثم لأنه ابتداع .
    8- أنواع الطلاق:
    1- الطلاق الرجعي : وفيه يستطيع الرجل مراجعة زوجته بعد أن يطلقها طلقة واحدة
    2- الطلاق البائن : وفيه لا يستطيع الرجل مراجعة امرأته .
    الطلاق الرجعي
    متى يستطيع الرجل إذا طلق زوجته أن يعيدها ؟
    إذا طلقها طلقةً واحدةً ، أول طلقة ، فقال هي طالق ، فما إن تلفظ بهذه الكلمة فإن هذه المرأة عليها عدّة ، فإذا كانت حامل فعدتها حتى تضع حملها وإذا لم تكن حامل فعدتها ثلاث حيضات أي قريب من ثلاثة أشهر ، وإذا كانت في سن اليأس فثلاثة أشهر ، ويجب على المرأة أن تلزم العدة في بيت زوجها ، ولا يجوز للزوج شرعاً إذا طلق زوجته أن يخرجها من بيته.
    قال الله تعالى :
    يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ  [الطلاق: 1] أي هم مستقبلات العدة  لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ  [الطلاق: 1]
    فإن الله نسب البيت إلى المرأة فليس لك أن تخرجها منه لأن هذا البيت أسست فيه أولادها ورعت فيه زوجها ، وأنت كذلك أيتها المرأة لا يجب أن تخرجي من بيت زوجك إلى بيت أهلك إذا طلقك ، لأن الله تعالى يقول لك ذلك .
    في الشرع إذا أخرجتها من البيت فأنت آثم وإذا هي خرجت من البيت فهي آثمة، لماذا ..ذلك؟
    لأن الرجل أول ما يلفظ كلمة الطلاق تبدأ عدة المرأة ، فبعد بضعة أيام تهدأ الأمور ويريد أن يردها ، فإذا كانت الزوجة في البيت يستطيع أن يراجعها دون تعقيد فيقول لها راجعتك فترجع إلى ذمته بدون شهود ولا عقد ، فقط كلمة راجعتك ، أما إذا خرجت الزوجة إلى بيت أهلها تتعقد المشكلة أكثر فيجب أن يدخل المحامي والشيخ.
    لذلك أمر الشرع بعدم إخراجها من البيت وطلب منها عدم الخروج ،.
    إذاً إذا طلق الرجل زوجته طلقة واحدة جاز له أن يراجعها وهي في عدتها ، أما إذا انتهت العدة ولم يراجعها خلالها فتذهب الزوجة إلى بيت أهلها ويصبح الزوج بحاجة إلى عقدٍ جديد ومهرٍ جديد وشهود ورضا الزوجة .
    إذاً الطلاق الرجعي يكون بعد الطلقة الأولى ، خلال فترة العدة ، وتكون الرجعة بقوله لزوجته أعدتك إلى عصمتي ، أو راجعتك ، وكذلك في الطلقة الثانية يستطيع أن يراجعها .
    وهذا الأمر إذا كانت المرأة زوجته أما إذا كان عاقداً على المرأة فقط أي كاتب كتابه وقال طلقتك فقد طلقت المرأة وهو بحاجة إلى عقد جديد ومهر جديد وشهود وموافقة المرأة .


    الطلاق البائن
    والطلاق البائن له نوعان :
    1- طلاق بائن بينونة كبرى
    2- طلاق بائن بينونة صغرى


    الطلاق البائن بينونة صغرى
    أي من طلق زوجته وانتهت عدتها وذهبت إلى بيت أهلها فقد بانت منه زوجته ، فلا يستطيع أن يعيدها إلا بعد عقدٍ جديد ومهرٍ جديد وموافقة منها ،أو كان الشخص كاتب الكتاب ولم يدخل على زوجته وطلقها فقد بانت منه بينونة صغرى ، أو أن شخص خالعته زوجته في المحكمة فدفعت له شيء من المال أو هو دفع لها ، فأيضاً بانت منه بينونة صغرى أي لا يستطيع أن يعيدها إلا بعد عقدٍ جديد ومهر جديد وموافقة المرأة.
    الطلاق البائن بينونة كبرى
    وهو الذي يطلق فيه الرجل زوجته ثلاث تطليقات ، ولا يمكن أن تعود له زوجته حتّى يتزوجها رجلٌ غيره ويجامعها ثم يطلقها الزوج الثاني و تنتهي عدتها ، ومن ثم يستطيع أن يعيدها .


    9- الطلاق المعلق:
    كأن يقول الرجل لزوجته إذا ذهبت على بيت فلانة فأنت طالق... ، إذا قدمتُ اليوم ولم أرَ الطعام فأنت طالق ، إذا لم تنجحي في الامتحان فأنت طالق
    وحكم هذا الطلاق :
    إذا وقع الشرط وقع طلاقه كأن يقول إذا خرجتِ من القاعة فأنت طالق فإذا خرجت فتطلق الزوجة . وحكم جمهور الفقهاء بأن الطلاق المعلق يقع إذا وقع شرطه .
    أيها الإخوة الكرام هذا شيءٌ سريع فيما يتعلق بالطلاق ، وأختم كلامي بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    « أبغض الحلال إلى الله الطلاق، فمن شاء أن يفعل ما يبغضه الله فليطلق زوجته ، ومن شاءت أن تفعل ما يبغضه الله فلتطلب من زوجها طلاقاً» [أبو داود]
    والحمد لله رب العالمين



    حلم عابر
    مشاهدة ملفه الشخصي
    البحث عن المشاركات التي كتبها حلم عابر

    #24 03-09-2010, 10:47 PM


      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 11, 2024 6:32 am